أمهات SOS قمرت: هذوما وليداتنا وفراقهم صعيب علينا
في قرية الأطفال SOS قمرت، أمّهات تسهرن على تربية أطفال فقدوا السند، تحدثت كل واحدة منهن عن تجربتها وعن ما عاشته لسنوات.
البداية كانت مع الأم "منيرة " التي تعمل في القرية منذ سنة 1986، ربّت أجيالا من الأطفال منهم من تخرج وتزوج ويقيم بتونس ومنهم من يواصل تعليمه بالجامعة أو التكوين المهني ومنهم من يعيش خارج أرض الوطن، مضيفة أنها أصبحت منذ مدة قليلة جدة لأحفاد أحد أبنائها.
قالت وعيناها مغرورقتان بالدموع إنها رغم إصدار نظام داخلي بقرى الأطفال منذ سنة 2014 يسمح لهن بالزواج ومواصلة عملهن إلا أنها اختارت الطلاق والعودة لـ"أولادها" إثر زواجها سنة 2014 قائلة "حاولت نخوض تجربة العرس الحقيقة لقيت أولادي مكبشين وأنا مكبشة فيهم طلقت وفضلت أولادي على دنيتي الكل خاطر أولادي هوما دنيتي".
وأضافت منيرة أنها تعيش هذه الأيام فترة صعبة لمساعدة 6 من أبنائها في التحضير لاجتياز امتحانات الأسبوع المغلق وتدعو لهم بالنجاح، مضيفة أنّ كل أم تتحمل مسؤولية تربية 7 أطفال من بين 65 طفلا يتلقون الرعاية العائلية بالقرية في ما يشرف أحد المربين على مبيتين اثنين الأول يضم 11 شابا والثاني 9 فتيات.
من جانبها عبرت الأم منيرة عن شعور ينتابها بالعجز بسبب البطالة التي يعيشها أحد أبنائها أو خلال رحلة بحثه عن عائلته الحقيقية، مشيرة إلى إنها تفرح لنجاحهم أو تخرجهم أو عند حصولهم على عمل.
"بسمة" التي التحقت بقرية الأطفال بقمرت منذ نحو 7 أشهر، قالت إنها تستلهم القوة والمسؤولية من تجربة الأم "منيرة" ومدى تعلق الأطفال بها، مشدّدة على أنّها لا تعتبر زواجها عائقا أمام عملها في القرية والبقاء مع أبنائها.
وفي السياق ذاته، أكّدت "سناء" التي التحقت بالقرية منذ 3 سنوات متزوجة ولديها ابنة، وتعتني بـ7 آخرين في القرية، أن والدتها شجعتها وساعدتها على خوض هذا العمل الإنساني والنبيل، مؤكدة أنها لا تفصل بين مسؤوليتها كأم في القرية أو بمنزلها.